الأربعاء , 8 مايو 2024

هجرة الطيور – لغز مازال يحير العلماء حتى الآن

هجرة الطيور

هجرة الطيور – أمور غريزية

– أن الدافع وراء هجرة الطيور قد يكون البحث عن الدفء، وقد يكون البحث عن الطعام أو البحث عن الأمان.

– تهاجر الطيور بدافع غريزي قوى.

– وهي قادرة على قطع آلاف الأميال حيث تعبر القارات والمحيطات في اتجاهات محددة ودون توقف.

ألغاز عن هجرة الطيور حيرت العلماء

– لكن هناك أموراً مازالت لغزاً بالنسبة للعلماء وهي كما يلي:

– كيف تتعرف الطيور على هذه الأماكن؟

– كيف تعرف أنها الأنسب والأفضل؟

– لماذا تختارها دون غيرها؟

– كيف تهتدى إليها؟

– كيف تختار وقت الهجرة؟ ووقت العودة؟

– وكيف تختار الطريق ذهاباً وإياباً؟

– لماذا لا تضل الطريق؟

– بل وكيف تعد نفسها قبل الرحلة بأن تختزن كمية كبيرة من الدهون في جسمها تستعين بها في سفرها؟

– بل كيف توزع هذه الكمية المختزنة من الدهون على أيام السفر في نظام؟

– هذه أمور لم يستطع العلماء الإجابة عليها واكتفوا بأن قالوا إنها أمور غريزية.

لماذا تهاجر الطيور؟

– الإجابة عن السؤال الحائر (لماذا تهاجر الطيور؟) ليست بالشيء السهل كما نتصور.

– لقد عكف العلماء على محاولة تفسير هذه الظاهرة لأعوام طويلة ولم يصلوا بعد إلى إجابة قاطعة.

– بعض الطيور تهاجر بسبب نقص الغذاء خصوصاً في الأماكن الباردة كشمال قارة أوروبا وتتجه إلى أماكن أخرى بها غذاء يمكنها العيش عليه.

– ولكن على النقيض من ذلك نجد أن طائر مثل (السويفت) يهجر مكان تكاثره مبكراً في منتصف شهر يوليو من كل عام، بينما الحشرات التي يتغذى عليها هذا الطائر ما زالت متوفرة بكثرة ولمدة تقارب الثلاثة أشهر، ولكنه يهجر المكان. فالغذاء إذن ليس هو الدافع وراء هجرة هذا الطائر في هذا التوقيت كل عام.

– هناك أنواع من الطيور كان العلماء يصنفونها مع الأنواع المهاجرة كالطائر الأوربي الأسود (بلاك بيرد) ولكن هذا الطائر تحول فجأة إلى السكون، وأصبح يتعايش وبأعداد كبيرة بالقرب من أماكن معيشة الإنسان.

كيف تهتدى الطيور إلى طريقها؟

– يعتقد العلماء أن العالم بأكمله بالنسبة للطيور المهاجرة ما هو إلا بوصلة جبارة.

– فهي إذا سافرت نهاراً تستعين بالشمس لتهتدي إلى طريقها.

– وإذا سافرت ليلاً تهتدى بالنجوم وتتخذ من أشكالها بوصلة ترشدها.

– يعتقدون أنها تضبط اتجاهها مع مجال الأرض المغناطيسي وربما بالتوافق مع الجاذبية.

– يرى بعض العلماء أن ذلك راجع إلى أنه توجد لدى الطيور حاسة بها تعرف طريقها سموها الحاسة الموجهة هي المسئولة عن توجيه الطير وتوجد في الأذن الداخلية وفي التجاويف التي تربط الأذن بالأنف.

الطيور ذات قدرة على التنبؤ الجوي

– الطيور ذات حساسية ممتازة بالنسبة للطقس فهي تشعر بل وتنتظر مرور طلائع الظواهر الجوية التي تحمل الرياح المرغوبة.

– لذلك نستطيع القول إن الطيور ذات قدرة فائقة على التنبؤ الجوي.

– بل إنها للحصول على الرياح المواتية تطير على ارتفاع 2100 قدم حيث تشتد البرودة ويقل الأكسجين.

الطيور الأطول هجرة

– أكثر الطيور قدرة على الهجرة هو طائر الخرشنة القطبي الشمالي.

– هذا الطائر يتناسل في أقصى الشمال على مسافة 450 ميلاً من القطب الشمالي ثم يطير إلى المحيط المتجمد الجنوبي.

– يقطع في الذهاب والعودة حوالي 35 ألف كيلو متر.

تقديرات طريفة عن هجرة الطيور

– تقول التقديرات الرسمية أن عدد الطيور في العالم حوالي مائة بليون طائر يهاجر ثلثاها.

– للعلماء دراسات في هذا الشأن فمثلاً أجريت دراسات على طائر الدخلة الأمريكية فتبين قدرتها على القيام برحلات فوق الماء لمسافة 2300 ميل تستغرق 86 ساعة دون توقف حيث تخفق بأجنحتها ربع مليون خفقة.

– قد قام عالم أمريكي عام 1977 م في شهر سبتمبر بمراقبة الطيور المهاجرة مستعيناً برادار وتلسكوب.

– وتبين الآتي أنه خلال ست ساعات مر أكثر من مليون طائر يعنى خلال الساعة (220.000) طائر وهذا يعنى مرور حوالي 50 مليون طائر في جبهة تمتد 50  ميلاً.

الاستعداد للهجرة

– تقوم الطيور بالاستعداد للهجرة قبلها بوقت كاف بتنمية طبقات من الدهن يكفيها للغذاء إلى الحد أن بعضها يتضاعف وزنه.

– كما تحمل مخزونات من الوقود تكفيها خلال الرحلة المتواصلة لمئات من الساعات.

– وهي تستهلك الدهن خلال هذه المدة بنظام مدهش حيث توزعها على ساعات الرحلة.

عضلات قوية وجهاز تنفس متميز

– هذه الهجرة الطويلة تحتاج أن يكون للطائر عضلات قوية إذ هي القوى المحركة للأجنحة.

– ولذلك فإنها تعتبر في الطيور أفضل وأضخم بكثير من آية عضلات في الحيوانات.

– الطائر الطنان الذي يخفق بجناحيه 300 خفقة في الدقيقة يستهلك من الطاقة بمعدل عشرة أضعاف استهلاك الرجل الذي يجرى بسرعة 9 أميال في الساعة.

– تحتاج أيضاً إلى جهاز تنفسي متميز إذ يستطيع أن يستخلص الأكسجين من الجو بكفاءة غير عادية.

– لذلك تقدر على الطيران على ارتفاع 2100 قدم بل أن معظم الطيور المهاجرة تطير على ارتفاع 740 قدماً.

الوقت الأنسب لهجرة الطيور

– تهاجر معظم الطيور ليلاً وترتاح نهاراً. وهي تسترشد في طيرانها بالقمر والنجوم.

– وإذا كان هناك غيوم أو ضباب فأنها تضل طريقها سريعاً، وهذه الطيور تتوقف للراحة وتناول الطعام أثناء النهار.

– من أمثلة الطيور التي تهاجر ليلاً كما بالصورة التالية:

 هجرة الطيور ليلاً

– تكون الهجرة أكثر رؤية وتركيزاً وسرعة في الخريف، وتكون في الربيع أكثر تشتتاً.

– طائر أبو الحن الأمريكي وغراب أبو رزيق من الطيور المهاجرة التي تهاجر نهاراً وهي تستخدم الشمس لكي تحدد طريقها كما كان البحارة يفعلون بل ان توجد البوصلة.

هجرة الطيور نهاراً

– كما أن هناك أنواعاً تطير ليلاً ونهاراً في رحلة الهجرة مثل طائر (الواجتيل).

أعداد الطيور المهاجرة

– بعض أنواع الطيور تهاجر في جماعات مثل طيور أستارينج وطيور الكرين.

– بينما الطيور صغيرة الحجم ربما تهاجر فرادى أو في مجموعات صغيرة العدد ربما لا تلاحظها عند المشاهدة.

– بعض الطيور التي تهاجر في مجموعات كبيرة العدد نجدها تطير في تشكيل منظم خاص بها.

– فنرى بعض الأنواع تطير في تشكيل على شكل رأس حربة أو على شكل الرقم ٧ أو على شكل خط مائل.

– يقوم الطائر الذي يقود الجماعة في المقدمة بمهمة شق مقاومة الهواء أمام باقي المجموعة ويتبعه باقي التشكيل، وفي العادة يتناوب أفراد التشكيل دور القيادة فيما بينهم.

الارتفاع التي تطير فيه الطيور المهاجرة

– تهاجر الطيور على ارتفاعات مختلفة وعلى سبيل المثال فإن طيور (الروك) تطير على ارتفاع يتراوح ما بين 30 إلى 100 متر من سطح الأرض.

– بينما يطير طائر (الأستارينج) على ارتفاع ما بين 50 – 100 متر.

– هناك أنواع تطير على ارتفاع يتعدى مائة متر.

– من المثير للدهشة أن هذه الطيور المهاجرة تنجح في العودة إلى مكانها الأصلي الذي هاجرت منه بالرغم أنها قد طالت المسافات بعيدة جداً.

حقائق طريفة عن هجرة الطيور

– ومن الحقائق الطريفة التي توصل إليها العلماء عن هجرة الطيور كما يلي:

(1) أنه إذا كانت هجرة الطيور تتم في أوقات معينة من العام ولا تغير الطيور زمن هجرتها لدرجة أن أول أفراد النوع في الوصول إلى نهاية الرحلة يصل في الميعاد نفسه سنة بعد أخرى، فإنها أيضاً لا تغير طريق هذه الهجرة إذ إنها أثناء العودة تسلك نفس الطريق الذي ذهبت من خلاله وبطريقة جماعية ولا يشذ أحد أعضاء الرحلة رغم الأعداد الهائلة السرب الهجرة الذي يقدر بالآلاف.

(2) ومن الطريف أيضاً أن بعض الطيور إذا مرضت في الطريق وتشعر أنها لا تستطيع مواصلة الرحلة فإنها تبادر بالعودة إلى نفس موطنها الأول.

أمثلة للطيور مهاجرة

– قدر العلماء عدد الطيور بأنه بليون مليون يهاجر ثلثاه.؟

– لكن هناك طيوراً اشتهرت بالرحلة منها الطائر القطبي الذي يقطع في رحلته ذهاباً وإياباً حوالي 35 ألف كيلو متر.

– ومنها القطقاط الذهبي الذي يعبر المحيط الأطلنطي قاطعاً أكثر من 3 آلاف كيلو متر دون أن يتوقف للغذاء أو للراحة.

–  كذلك الطائر الطنان يقطع 900 كيلو متر مرة واحدة.

– طائر اللقلق يقطع مسافة 960 كيلو متراً يرحل من وسط أفريقيا إلى أوروبا الشمالية حيث توجد مستنقعات وقنوات بها كثير من الطعام

عصافير الجنة الجميلة تطير عدة آلاف من الكيلو مترات ثم تعود إلى نفس العش الذي هجرته من عام مضى.

– هناك طيور تقطع المحيط الهادي دون توقف.

التصنيف حسب هجرة الطيور

تنقسم الطيور بصفة عامة من حيث الهجرة والسكون إلى مجموعات ثلاث كما يلي:

(1) طيور مستقرة

– هي الطيور التي تبقى في مكان تكاثرها بصفة دائمة.

(2) طيور مهاجرة

– هي الطيور التي تغادر مكان تكاثرها، وأعشاشها في كل عام إما في نهاية فصل الصيف، أو في الخريف، وتقصد أماكن أكثر دفئاً تبقى فيها أثناء فصل الشتاء البارد، ثم تعود مرة أخرى في فصل الربيع.

(3) طيور ذات هجرة انتقالية

– وهي الطيور التي تغادر مكان التكاثر لمسافات ليست كبيرة، بل لعدة مئات من الكيلو مترات في كافة الاتجاهات.

– يرجع ذلك إلى عامل البحث عن الغذاء الذي ربما لا يتوافر في أماكن تكاثرها.

(4) مراحل انتقالية بين التقسيمات السابقة

– هناك مراحل انتقالية ما بين هذا التقسيم لهجرة الطيور، وربما كان النوع الواحد به جماعات مهاجرة وأخرى مستقرة.

– بعض الأنواع مثل الصقر الأوربي الذي يعيش في شمال أوروبا يعتبر من الطيور المهاجرة، بينما تعتبر المجموعات التي تعيش في وسط وغرب أوروبا من الصقر نفسه طيوراً ساكنة لا تهاجر.

– هكذا نجد أن في النوع الواحد من الطيور مجموعات مهاجرة ومجموعات أخرى ساكنة.

– وفي أحيان أخرى نجد أن نوعاً من الطيور الساكنة يقوم بالهجرة بأعداد كبيرة إلى الجنوب والجنوب الغربي فيما يطلق عليه العلماء مجموعة الطيور المهاجرة الغازية مثال ذلك الطائر أكل المكسرات أو (نت كراكر) الذي يعتبر ساكناً، ويعيش في شمال وشمال شرق أوروبا، ونجده فجأة وقد هاجر في مجموعات كبيرة إلى أوساط أوروبا.

المسافات التي تقطعها الطيور المهاجرة

– إن المسافات التي تقطعها الطيور المهاجرة ذهاباً وعودة تعتبر شيئاً مدهشاً.

– بعض هذه الطيور تطير من شمال أوروبا حتى جنوب قارة إفريقيا وهي مسافة تصل إلى عشرة آلاف كيلو متر، والطيور تقطعها مرتين في العام الواحد مرة في الخريف ومرة في الربيع.

– إن الهجرة بالطيران أمر شائع عند الطيور، ولكن بعض الأنواع تقطع مسافات طويلة سابحة في الماء مثل طائر (البطريق) أو (البنجوين) الذي فقد القدرة على الطيران بصورة نهائية.

– هناك بعض الأنواع التي يمكنها الطيران، ولكنها تقطع جزءاً من رحلة الهجرة سابحة مثال ذلك صغار طائر (الجانيت) فهذا الطائر يهجر العش وعمره ما يزال 75 يوماً، ثم يقفز إلى الماء سابحاً في اتجاه الهجرة الطبيعي لهذه النوعية ويظل سابحا في ماء البحر حتى يصبح قادراً على الطيران، أي عندما يبلغ عمره 95 إلى 107 أيام فيستكمل طريق الهجرة طائراً في الهواء.

– أما تبادل المشي مع الطيران في أثناء رحلة الهجرة للطيور فهي من الأمور النادرة، وقد رصد العلماء المتتبعون لهجرة الطيور نوعاً من الطيور الأمريكية هو طائر (الكوت الأمريكي) يمشى لمدة ثلاثة أيام في اتجاه طريق الهجرة نفسه لهذه النوعية من الطيور.

 المراجع:

  • كتاب حياة الطير تأليف/ موريس بيرتون – ترجمة/ عطا الله خلف الدويني – الطبعة الأولى  1977 – الهيئة المصرية العامة للكتاب – مصر 
  • كتاب من عجائب الخلق في عالم الطيور – نأليف/ محمد اسماعيل جاويش – – الطبعة الأولى 2004 – الدار الذهبية للطبع والنشر والتوزيع – مصر 
  • كتاب الموسوعة المصورة / عالم الطيور : حقائق وغرائب وطرائف – تأليف / محمد عادل سليمان – الطبعة الأولى 1997 – دار الطلائع للنشر والتوزيع والتصدير- مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *