الخميس , 14 نوفمبر 2024

صيد الأسماك قديماً وحديثاً

صيد الأسماك بين الماضي والحاضر

صيد الأسماك قديماً

–  تنبه الإنسان منذ ظهوره على وجه الأرض للأهمية الكبيرة للأسماك كغذاء حلو المذاق عالي القيمة لذلك أقبل على صيد الأسماك لا سيما بالنسبة لسكان الشواطئ.

– كانت وسائل الصيد الأولى بسيطة ومازال الإنسان يمارس تلك الوسائل حتى اليوم.

– نجد سكان جزر (أندامان) وهم من الأقزام يصطادون السمك حتى اليوم وهم يركبون القوارب البسيطة مستعينين بالقوس والنشاب.

– نجد سكان كشمير بالهند يركب الصيادون قواربهم ويمسكون سهاماً طويلة، ويقبعون منتظرين ظهور الأسماك، فيرشقونها بالسهام في أجسامها بسرعة خاطفة وفي دقة وإحكام.

–  يلجأ كثير من الصيادين وهواة صيد السمك إلى استخدام الصنارة وبالنسبة للصيادين المحترفين فهم يستعينون بأعداد كبيرة من الصنارات، ربما وصل عددها إلى أكثر من ألفي صنارة، ويجعلونها في حبال طويلة، ثم يلقون بها في عرض البحر بين مراكب الصيد الصغيرة المنبسطة في قاعها.

– ربما وصل ما يتحصل عليه الصياد من الأسماك في اليوم الواحد نحو ٤٠٠ سمكة.

– أشهر الأنواع التي يتم صيدها بالصنارة هي التونة والمكرونة وسمك البلطي.

– تنتشر هذه الطريقة في كثير من بلدان العالم لاسيما أيسلندا كما كانت منتشرة في مصر ببلاد النوبة حيث كان يعلق الصياد نحو خمسمائة صنارة على الحبل الواحد وتقذف الحبال التي تعلق بها الصنارات في قاع النهر، فإذا ما سبحت الأسماك اشتبكت بها وجذبها الصيادون وعادة توضع هذه الحبال عند الغروب.

– يستخدم الصيادون الديدان ولحوم الأسماك وعجينة تعد من دقيق الذرة طعماً للأسماك.

الشباك من الوسائل التقليدية لصيد الأسماك

– من الوسائل التقليدية أيضا الشباك وهي أنواع كما يلي: شباك تطرح، وشباك مقطورة، وشباك تسحب، وشباك عائمة.

(1) شباك تطرح

– أما بالنسبة للشباك التي تطرح فهي مخروطية الشكل.

– يبلغ متوسط محيط فتحتها ثمانية أمتار

– ويبلغ اتساع عيونها نحو السنتمتر.

– يتصل بمركزها حبل متين ويمر بمحيطها حبل دقيق

– يعلق بمحيطها قطع من الرصاص متباعدة، بين كل قطعة وأخرى نحو ١٠ سنتميترات.

– عند استخدامها يجمع الصياد الحبل المتين ومركز الشبكة ويمسكها باليد اليمنى ويرمي بحافة الشبكة على كتفه الأيمن.

– وباليد اليسرى يمسك الشبكة، ويثبت أقدامه في الأرض، ويميل بجسمه إلى الخلف قليلاً، ثم يترك ما بيده اليسرى من الشبكة ويقذف بالشبكة على سطح الماء.

– يظل الصياد ممسكاً بالحبل المتين الغليظ بيده فتقع الشبكة مفرودة على هيئة دائرة، وتغوص في الماء بسبب قطع الرصاص، وتحبس ما قد يكون تحتها من أسماك أثناء غوصها.

– حينئذ يقفل الصياد حافة الشبكة ثم يسحبها خارج الماء ويفرغ ما قد يكون بها من أسماك، ثم يعيدها إلى الماء.

– أحياناً يلجأ الصياد إلى حيلة لجذب السمك إلى منطقة الشبكة وذلك بإلقاء حجر كبير في الماء أو بالطرق بعصا على سطح الماء.

(2) شباك مقطورة

– بالنسبة للشباك التي بالمقطورة وهي عبارة عن كيس تحاط فوهته بأحزمة من الحديد والخشب لتظل مفتوحة.

– وهذه الشباك تستعمل من فوق مراكب خاصة كي تلقى في القاع.

(3) شباك تسحب

– بالنسبة للشباك التي تسحب فهي شباك عمودية يعلق بأطرافها أثقال مثبتة.

– تستخدم هذه الشباك برميها في عرض البحر، ثم تجر أطرافها نحو الشاطئ حيث يقف الصيادون ويأخذون في سحب أطرافها تدريجياً، فيسحبون ما قد يكون بها من أسماك.

(4) الشباك العائمة

– أما الشباك العائمة فهي شباك يبلغ طولها نحو ٢٢٠ متراً وعرضها نحو عشرة أمتار.

 – تعلق في وضع رأسي في الماء بواسطة عوامات مثبته بها من أعلى.

– كما يثبت بها من أسفل أثقال، وذلك لضمان بقائها عمودية في الماء،

– فإذا عام السمك في اتجاهها تدخل رؤوسها في أعين الشبكة فلا تنفذ لصغر العيون، فتحاول الخلاص بالرجوع إلى الخلف فلا تستطيع الإفلات لأن خيوط الشبكة تكون قد دخلت أغطيتها بالشبكة الخيشومية، وتبقى الأسماك معلقة.

وسائل حديثة لصيد الأسماك

– رأيت أن عرف الإنسان صيد البحر منذ بواكير تاريخه وكان يقوم بعملية الصيد بوسائله البدائية مثل الصنارة أو الشباك أو الحراب بالنسبة للكائنات البحرية الكبيرة كالحيتان.

– قد تقدمت عملية الصيد من حيث التعرف على أماكن تجمع الأسماك ومن حيث وسائل صيدها.

– بالنسبة لوسائل الصيد تمكن الدانماركيون عقب الحرب العالمية الثانية التي انتهت في عام ١٩٤٥ من ابتكار الشباك المعروفة باسم (الجرارات الذرية) وليس ذلك لأنها تستخدم الذرة، ولكن بسبب المقادير الكبيرة التي يتم صيدها.

– هذه الشباك تعلق بعوامات خاصة على أعماق بعيدة من سطح الماء وتصيد السمك في الأعماق.

– من الوسائل الحديثة ذلك الابتكار الذي ابتدعه العالم الألماني (كونراد كرويتزر) أيضا بعد الحرب العالمية الثانية.

– يعتمد هذا المخترع الجديد أو تلك الوسيلة الحديثة على استجابة السمك لأقطاب ذات تيار كهربي، مختلف الجهد تدلى في البحر، ويثبت القطب الموجب في فوهة شبكة ضخمة، أما القطب السالب فهو يثبت على سطح المركب الكهربي، فينجذب السمك نحو الفوهة عند إمرار التيار.

صيد الأسماك بين الماضي والحاضر

صيد السمك في كندا

– يغطي الجليد مساحات واسعة من أرض كندا. وفي فصل الشتاء يغطي الجليد الماء خاصة في بحيرة (امينفونكا).

– تتجمع أعداد الصائدين الذين يقترب عددهم من الألف. ويسمى هذا التجمع (كرابي) على اسم سمكة صغيرة تعيش في هذه البحيرة.

– ثم يقوم كل صياد بعمل حفرة في الجليد بالمثقاب الخاص بالجليد. ويجلس الصياد في كوخ يكون قد أعده من قبل تاركاً الصنارة تؤدي عملها.

– يتجمع السمك الذي أيقظه الهواء والنور القادمين من الخارج حول الطعم، ويبتلعه ليتحقق للصائد رزق وفير من السمك.

وسائل متطورة في صيد الأسماك

– مع النمو السكاني المتزايد في كافة بلدان العالم ومع ازدياد حاجات السكان إلى الغذاء أزداد الاهتمام بصيد الأسماك من البحار والاستعانة بوسائل حديثة متطورة، وأيضا الاستعانة بالأسلوب العلمي للصيد القائم على دراسة طبائع الأسماك وغرائزها وتتبع حركاتها والتعرف على المؤثرات التي تؤثر عليها والتعرف على الأنواع التي تحبها الأسماك وتسعى نحوها وتتجمع من حولها.

(1) أساطيل وثلاجات

– وقد رصدت الدول الأموال لإنشاء أساطيل لصيد الأسماك في أعالي البحار، بعيدا عن المياه الإقليمية للدول.

– تضم هذه الأساطيل ثلاجات من أجل حفظ الأسماك بطريق التجميد العميق كي يمكن الحفاظ عليها شهوراً طويلة دون تلف،

– أصبح في الإمكان تعبئة الأسماك في صناديق مجمدة، يتم تصديرها إلى سائر الدول.

صيد الأسماك بين الماضي والحاضر

(2) استخدام الرادار في صيد الأسماك

– بعد أن شاع استخدام الرادار خلال الحرب العالمية الثانية شاع أيضاً استخدامه بعد انتهاء الحرب في الأغراض السلمية.

– يرجع الفضل إلى اليابان في الاستعانة بالرادار من أجل صيد الأسماك والتوسع في هذا المجال خاصة في صيد السردين.

– حيث وضعوا هوائيات الرادار فوق حواري بعض بواخر الصيد من أجل تبع حركة السردين فوق الماء.

– حيث إن الرادار لا يستطيع الكشف عما هو تحت سطح الماء لكن لأن السردين يتحرك في أسراب كبيرة وبأعداد هائلة تقوم بعضها بالقفز فوق الماء فقد أصبح في إمكان الرادار الكشف عن أماكن تواجد السردين مما يسهل حيدها.

(3) الأقمار الصناعية

– حين شاع استخدام الأقمار الصناعية في الأغراض التطبيقية، استعان بها العلماء أيضاً في عملية صيد الأسماك.

– وذلك لأنها قادرة على التقاط صور المساحات الشاسعة من الهائمات التي تسبح في الماء (البلانكتون) والتي يتجمع حولها الأسماك بكميات وفيرة لأنها غذاؤها المفضل.

– أسهمت الأقمار الصناعية في التعرف على أماكن تجمع الأسماك في مختلف البحار والمحيطات في شتي أرجاء العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *