الأحد , 19 مايو 2024

أسماك الزينة – تربيتها وتجارتها

أسماك الزينة – تربيتها وتجارتها

تربية أسماك الزينة

– نشأت وتطورت هواية تربية أسماك الزينة وإشباع الجانب الجمالي في بلاد الشرق في القرن العاشر الميلادي.

– كان أول الأصناف التي قام أهل الصين بتربيتها للزينة هي السمك الذهبي. وقد عرفت حتى وقت قريب قرب بكين (العاصمة الصينية) بركة عرفت ببركة السمك الذهبي.

– وقد كانت مكاناً مألوفاً يفد إليه الزائرون الذين يقصدون المتعة والترويح لمشاهدة هذه الأسماك الجميلة.

– انتقلت هذه العادة إلى بلدان أخرى في الشرق لا سيما تربية السمك الذهبي.

– وكان الرحالة الأوربيون يترددون على بلاد اليابان ويشاهدون تلك الأسماك ويبدون إعجابهم بها ويصفونها في مشاهدتهم خلال رحلاتهم التي كانوا يقدمونها إلى شعوب أوربا خلال القرن السابع عشر مما لفت أنظار الأوربيين إلى هذه الهواية الجميلة.

– انتقل السمك الذهبي الأوربي إلى بريطانيا وكانت تحفظ في الأديرة. وظهرت سلالات أخرى لإشباع هوايات راعي تربية الأسماك من أجل الزينة.

– انبثقت هذه الأنواع الجديدة من سمك المبروك الذي كان يربى في الأصل من أجل التغذية.

– شاعت أنواع أخرى تطورت عن السمك الذهبي مثل (شرفة اللوتس) و (لؤلؤة الفرنوق).

 – يرجع انتشار تربية السمك الذهبي إلى أنه يتمتع بخاصية تشجع على ربيته. إذ أنه يمكنه الاحتفاظ بحياته طويلاً في البيئات غير المدفأة.

– ظهر بعد ذلك سمك (الجوبي) guppy وصار أكثر شيوعاً في المياه الدافئة. وانتشر في أوربا ابتداء من عام 1908 م.

– هذا النوع يعيش حياته الطبيعية في المناطق الشمالية لأمريكا الجنوبية وكذلك في مياه بعض الجزر القريبة من الساحل.

صعوبة تربية أسماك الزينة قديماً

– لقد كانت تربية الأسماك للزينة قبل القرن العشرين تعاني العديد من الصعاب.

– فقد كان صيانة الأحواض متعذراً، وكان إمداد المربين بالأسماك بشكل أمراً صعباً بسبب صعوبة نقله.

– حيث كان ذلك يستغرق وقتاً طويلاً تتعرض خلاله حياة الأسماك المنقولة للخطر فكان يموت منها أعداد كبيرة.

– إذ كان يتم نقل هذه الأسماك إما بطريق البواخر في البحر أو في الطريق البري بالقطارات.

– لذلك لا تعجب إذا عرفنا أن نسبة الفاقد من هذه الأسماك تصل إلى نحو 75% ولا ينجو منها فلا يصل إلى المربين إلا ربع الكمية.

انتشار الهواية في القرن العشرين

– كان التطور التكنولوجي الكبير الذي واكب القرن العشرين له أثره الكبير في انتشار هواية تريبة الأسماك للزينة لا سيما في أوربا التي تعتمد في هذا المجال على الأسماك المجلوبة من أقطار بعيدة لا سيما في منطقة الشرق الأقصى.

– لقد هيأ النقل الجوي الفرص لنقل الأسماك عبر المسافات الطويلة في فترة زمنية وجيزة لذلك أصبح يمكن نقل الأسماك وهي في حالة صحية جيدة.

– أصبح من الممكن استخدام الأجهزة الكهربية في تثبيت درجة حرارة البيئة التي تعيش فيها الأسماك، فلا تعاني أسماك المياه الدافئة حين تنقل إلى أوربا ومياهها الباردة.

– بالإضافة إلى ذلك فإن صار من المثير الاستعانة بالأجهزة الكهربية في المحافظة على البيئة التي يعيش فيها السمك بعد نقله وتزويدها بالهواء الضروري لحياة الأسماك.

– فضلاً عن هذا أصبح لهذه الأجهزة فضل خفض التكاليف الخاصة برعاية وتغذية الأسماك إلى أدنى معدل.

– هذا جميعه كان وراء انتشار هذه الهواية في سائر بلدان أوربا حيث انتشر تربية أسماك الزينة في المنازل.

تجارة أسماك الزينة

– أدت التطورات التي واكبت القرن العشرين إلى انتشار تربية الأسماك في المنازل. وأدى هذا بدوره إلى زيادة استيراد كميات كبيرة من تلك الأسماك من أماكن صيدها وإعدادها.

– انتشرت البلاد التي تسهم في تصدير أسماك الزينة إلى الحد الذي جعل بريطانيا تستورد أسماك الزينة في عام 1976م من خمسة وثلاثين قطراً.

– تعتبر سنغافورة المركز الرئيسي لتجارة الأحياء المائية في العالم حيث بلغ جملة مبيعاتها من الأسماك عام 1980م خمسة وثلاثين مليوناً من الدولارات وهذا خلاف ثلاثة ملايين دولار من النباتات المائية. وهذا يعني أن سنغافورة تسهم بنحو ثلث حجم هذه التجارة على المستوى العالمي.

– وفي فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية تسهم المؤسسة التجارية الخاصة بأسماك الزينة بحجم هائل في هذه التجارة. حيث بلغت جملة مبيعاتها السنوية نحو 18 مليون سمكة. ويجري الآن إكثار العديد من أنواع أسماك الزينة بصورة تجارية في المزارع السمكية المتخصصة بإكثار أنواع أسماك الزينة.

سهولة تربية أسماك الزينة

– لقد تدعمت تجارة الأسماك بسبب الإقبال الفائق على شراء أسماك الزينة وتربيتها، إذ أن الأسماك تختلف عن غيرها من المخلوقات في إمكانية تربيتها في مدى واسع التفاوت من بيئات الاستئناس كالمنازل والشقق.

– هذا خلاف للحيوانات الأليفة الأخرى التي تتطلب تربيتها أماكن خاصة.

– إذ يمكن وضع أحواض السمك في مختلف الأماكن كالفراغات الداخلية بالجدران، أو في الزوايا الجانبية بالحجرات والصالات أو تستخدم كحوائل (بارافانات) لتقسيم الحجرات.

– هذا فضلاً عن الرغبة في تربيتها في الأماكن المثيرة للتوتر كعيادات الأطباء وأماكن الانتظار في الأماكن العامة والخاصة لأن تربيتها ومشاهدتها مدعاة للتأمل والاسترخاء في عصر زادت فيه عوامل القلق والتوتر.

– مع انتشار تربية أسماك الزينة وظهور أعداد هائلة من الهواة ظهرت جمعيات الهواة في كثير من مناطق العالم. حيث تنظم المعارض لأعضائها يشارك فيها الأعضاء بأسماكهم، وتقيم لهم المسابقات وتمدهم بالكثير من المعلومات الفنية.

– بعض الجمعيات توفر لأعضائها مستلزمات التربية بأسعار معتدلة.

– في الوقت الذي توفر لهم فرص الالتقاء وتبادل الخبرات وتنمية التعارف وإقامة الصداقات بين أشخاص تجمعهم ميول وهوايات واحدة.

اقتناء أسماك الزينـة

– هناك وسيلتان للحصول على الأنواع المختلفة من أسماك الزينة ومد الهواة بما يشاءون من أنواع.

– الوسيلة الأولى صيد هذه الأسماك من بيئاتها الأصلية. ويتم ذلك في الوقت المناسب لظروف الصيد.

– فمثلاً يتم تخير فصل الجفاف في حوض الأمازون حيث يكون منسوب المياه منخفضاً وتتجمع الأسماك في مواقع محددة

– الوسيلة الثانية يتم الحصول على أسماك الزينة عن طريق الإكثار.

– يتم صيد أسماك الزينة بواسطة شباك تنصب حول جذور النباتات الطافية، ثم تنقل إلى براميل محملة على قوارب يديرها السكان الوطنيون في مواقع الصيد وترسل بعد ذلك إلى المصدرين الذين يقومون بفرز الأسماك وإعدادها للتصدير.

– عند تعبئة الأسماك يضاف الأكسجين كما يضاف عقار مهدئ إلى المياه التي توضع فيها الأسماك قبل أن ترسل الأسماك إلى الأماكن المزمع التصدير إليها بالطائرات.

– يتم الحصول على أذون تصدير من الجهات الطبية المختصة حتى يضمن التجار دخول الأسماك إلى البلاد التي يقومون بالتصدير إليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *