محتويات الموضوع
أوقات التكاثر في الأسماك
– تختلف أوقات التكاثر في الأسماك أو تناسل الأسماك تبعاً لنوع السمك.
– تنقسم الأسماك، مثل باقي الكائنات إلى ذكور وإناث، ويحتاج كل منهما إلى الآخر لإنجاب الصغار، وتعيش بعض الأسماك وتتكاثر في أسراب ضخمة مع آلاف الأسماك الأخرى.
– فبعض الأسماك مثل سمك الرنجة يتم تناسلها في أي وقت من العام.
– أغلب الأسماك يتم تناسلها في النصف الأول من العام.
– بعض الأنواع مثل سمك موسى يتم تناسله في منتصف الصيف.
– أما سمك البكلاه فيكون تناسله في الفترة ما بين شهري فبراير ومايو.
المغازلة قبل التزاوج
– مثل جميع الحيوانات، تلجأ الأسماك إلى التودد إلى الإناث قبل التكاثر.
– دائماً ما يشتمل هذا الأسلوب على عرض الأجزاء الملونة من الجسم والقيام بأشياء مميزة مثل السباحة في شكل متعرج وتحريك الزعانف والاحتكاك أو اللمس أو حتَّى عض السمكة المرشحة للتزاوج.
– يتيح التودد لكل سمكة التأكد من أن هذا الشريك من نفس الفصيلة، وأنه من الجنس الآخر وأنه بصحة جيدة ومناسب للتكاثر.
– تقوم الذكور بعرض ألوانها الزاهية أمام الإناث ومحاولة جذب انتباهها.
– أحيانًا تقوم بعض الأنواع بنشر الزعانف الملونة.
– كثيراً ما تقوم الذكور بالقفز أمام الإناث قفزات عالية تعبر عن الحيوية والنشاط وذلك جميعه من أجل لفت الأنظار.
– هذا الذكر من نوع أبو شوكة يسعى لجذب الأنثى عن طريق الكشف عن جانبه السفلي الأحمر الجذاب. كما يبني لها عشاً بسيطاً لتضع بيضها فيه بعد التزاوج.
بناء الأعشاش
– الملاحظ في عالم الأسماك أن الذكور يقع عليها العبء الأكبر في بناء البيت والعناية بالبيض ورعاية الصغار.
– أسلوب بناء البيت أو العش ليس واحد في جميع الأنواع، وإنما هي أساليب متعددة.
– فمثلاً سمك (الوية) يبني عشاً عائما من الحشائش، يبلغ طوله نحو سنتيمتراً وعرضه نحو الثلاثين سنتيمتراً، وتضع الأنثى في العش نحو ألف بيضة، وتبقي اليرقات داخل العش بعد أن نفقس وتكبر فتقفز سابحة على الماء.
– سمك Gyclpter يضع البيض في بقعة ضحلة على الشاطئ، ويظل الذكر ساهراً لحمايته بعد أن يلقحه، ويوليه الرعاية الفائقة، فيعمل على إحداث تيار من الماء فوق البيض حيث يقوم بتحريك زعنفته تحريكا مستمراً من أجل أن يوفر الأكسجين اللازم لفقس البيض.
– يقوم النوع المسمى (قلمية) بحفر الطين حول جذور النباتات المائية ثم يلصق البيض بجذور النباتات وتبقى الأجنة معلقة بهذه الجذور بعد الفقس بعضاً من الوقت.
– كما تقوم أنثى سمك الفرقور بوضع البيض في حفر في قاع النهر أو الترعة، ثم تقوم بالسهر عليه لحمايته من الأخطار المترصة.
– وتحرص ذكور أسماك (جيوفاجس) التي تكثر في البرازيل على حماية الصغار بطريقة دائمة، فإذا ابتعدت إحدى هذه الصغار فإنه ينطلق بسرعة خلفها ويمسكها بفمه ويعيدها.
– يقوم سمك البلطي بصنع حفرة بالقاع ويضع فيها البيض، ثم يقوم الذكر بتلقيح البيض.
– سمك (جستروستيوس) الذي يعيش في أنهار أوربا يبني الذكر عشاً جميلاً فنياً مشابها لأعشاش الطيور، ويتميز بأنه أنبوبي الشكل ذو فتحتين متقابلتين حتى يسهل للسمكة أن تدخل وأن تخرج وهكذا نجد أن طريقة السمك في بناء الأعشاش ليس واحداً.
أسلوب التكاثر في الأسماك
– في معظم الفصائل، تطلق الأنثى البويضات، أو البيض، في المياه، وينتظر الذكر بالقرب من البيض، ثم يطلق السائل المنوي أو المادة الملقحة لديه، والتي تقوم بتخصيب البيض؛ ليبدأ جنين السمكة في النمو.
– في بعض الفصائل يفعل الذكر والأنثى ذلك معاً كجزء من سرب ضخم من الأسماك التي تتكاثر.
– لا يستمر التلازم بين الإناث والذكور طويلاً.
– إن كان بعض الأنواع بدون هذا التلازم وخاصة في النوع المسمى (الديسكسي). إذ يظل الاثنان متقاربين وكل منهما يأخذ في تحسس رفيقه وكزه. كما يقوم بطرد الأسماك الأخرى التي تقترب منها.
– بعض الأسماك قد لا تتقبل ما يتيسر لها من أزواج ففي أسماك (الأوسكار) مثلا إذا شوهد الذكر والأنثى يطبق كل منهما فكه على الآخر فليس معنى هذا العناق بل قد يكون ذلك بداية خطر عليهما إذ يبادر أحدهما بإصابة الآخر بالأذى.
– السمك المعروف بالسكالد تدقق أفراده في اختيار الرفيق.
– أما السمك المعروف بـ (كافا) فإن أفراد هذا النوع غالباً تلزم نفسها برفيق واحد.
– الطريقة الأخرى للتكاثر يكون عن طريق ولادة الإناث للصغار الحية بعد إن يتم اتصال بين الذكر والأنثى وهو اتصال قد يستغرق جزءاً من الدقيقة، يؤدي إلى إنتاج عدة فقسات.
رعاية البيض والصغار
– تتولى الأسماك البيض بالرعاية لحمايته مما قد يتعرض له من أخطار حيث يعتبر غذاء شهياً للكثير من الكائنات الحية لذلك يحرص السمك على اختيار المكان المناسب والآمن لوضع البيض.
– وهناك أساليب عديدة لرعاية السمك للبيض فمثلاً تتناول أنثى البلطي البيض مع تيار الماء الداخل إلى فمها، فتحتفظ به إما في فمها وإما في فراغ البلعوم وإما في خياشيمها، ويظل البيض هكذا إلى أن يفقس.
– ويمكن للسمكة أن تحتفظ بهذه الطريقة بنحو 300 بيضة. كما تحتفظ أنثى البلطي أيضاً بعدد من الصغار داخل فمها لتحميها من الأخطار.
– وبالنسبة لحصان البحر فإن الأنثى تحتفظ بالبيض بعد تلقيحه في كيس جلدي يوجد بالسطح البطني لذيله. ويظل البيض به حتى يفقس ويكبر فيقفز إلى الماء.
– ومن مظاهر الرعاية والاهتمام أن بعض الأسماك حين تضع البيض يقوم الذكر بإحداث تيار من الماء فوقه لتوفير الأكسجين اللازم لفقسه ويتم ذلك بتحرك زعنفته حركات متتالية.
– وفي السمك المعروف بـ (تلابيا) تحتفظ الأنثى بالبيض في أفواهها حتى يفقس. ثم تقوم برعاية الصغار بوضعها أيضاً في أفواهها. ولذلك فإن هذه الأسماك عند دخولها طور التكاثر تصوم عن تناول الغذاء لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل.
– كما أن بعض الأسماك البالغة تقوم برعاية صغارها بأسلوب فريد إذ تسمح لها بأن تقرض جلودها من أجل أن تتزود بالغذاء
– وبعض أسماك القط تقوم بإنتاج إفراز لبني غني بالبروتين من أجل إطعام الصغار. وهذه تقوم بالتعليق بأسنانها في حلمة بدائية توجد على السطح السفلي لجسم السمكة البالغة.
أخطار محدقة
– رغم الرعاية المكثفة التي يوليها الأبوان للسمك الصغير وللبيض قبل أن يفقس فإن طريقه إلى الوجود وإلى الحياة محفوف بالمخاطر رغم هذه الرعاية ورغم أن بيض الأسماك بصفة عامة يميل إلى الرسوب في الماء، ورغم أنه لزج بطبيعته فيلتصق بالنباتات القريبة في أغلب الأحوال فتكون ساتراً له إذ أنها تعمل على تمويهه وحمايته إلى أن يفقس أي بعد أيام وأحيانا شهوراً كما في بعض الأنواع رغم هذه الظروف التي تكفل للبيض الأمان فإن كثيراً منها يقع فريسة للأسماك الكبيرة ولو كانت من نفس النوع.
– ولما كان البيض أكثر تعرضاً للافتراس فقد هيأ الخالق المبدع لهذا النوع فرصاً أكبر من حيث الزيادة العددية.
– لذلك نجد بعض الأنواع تضع كميات هائلة من البيض مثل سمكة موسى التي تضع مليون بيضة.
– سمكة البكلاه التي تضع 9 ملايين بيضة أما سمكة الشمس فإنها تضع 300 مليون بيضة.
– كما نمى سبحانه فيها الحرص على رعاية الصغار بأساليب عديدة ذكر بعضها. وأوضح مثال لذلك أنثى البلطي التي تضع البيض في فمها ثم تضع الصغار. بعد ذلك في فمها وتصوم وتجوع كي تحقق الأمن لنسلها.
– نجد الأنواع الولود من الأسماك أحسن حظاً من تلك التي تبيض، إذ يقل احتمال الخسائر في النسل لذلك فإنها الأقل عدداً من حيث الإنجاب ورغم ذلك فإن الخطر قائم لكنه أقل.
– في كل عمليات الولادة في الثدييات تقوم فيه المشيمة بتوثيق الصلة بين الأم ونسلها وهذا أمر لا يتحقق في الأسماك لعدم وجود المشيمة ذلك أن جسد الأنثى يكون بمثابة الملجأ الذي يستضيف البيض حتى يفقس، فتخرج الصغار مطوية على نفسها في نصفين، ثم يستقيم عودها وتحمل الإناث البيض لفترة طويلة تتراوح بين ثلاثة أسابيع وثلاثة شهور.
– وهذه الذرية هي الأخرى تترصد لها الكائنات البحرية المختلفة لأنها تعتبرها غذاء لها.
الفم الأمن
– تحمل بعض أنواع الأسماك بيضها في فمها.
– عندما يخرج الصغار يقومون بالسباحة بالقرب منها.
– لكن بإمكانهم أن يهرعوا إلى فم الأم إذا أحسوا بالخطر.
التكاثر في أسماك القرش
– تلد بعض أنواع أسماك القرش صغارها، أما الأنواع الأخرى فتضع بيضاً ذا قشرة صلبة أو تضع البيض في أكياس.
– هناك أسماك معينة لا تضع بيضاً فيلقح الذكر البيض داخل جسم الأنثى حيث يحدث الإخصاب داخلها. ثم ينمو البيض داخل السمكة، وتلد الصغار.
– كذلك تتكاثر معظم أسماك القرش بهذه الطريقة بما فيها القرش الحوتي العملاق.
التكاثر في أسماك السلمون
– بعد قضاء بضع سنوات في البحر، يسبح السلمون متجها إلى النهر عائداً إلى مسقط رأسه.
– وفي أثناء ذلك يضطر إلى السباحة ضد تيار قوي، ثم تتكاثر الذكور والإناث
– وتضع الإناث البيض على الحصى في قاع النهر.
– ثم يفقس البيض صغار السلمون التي تتغذى على صفار البيض الذي خرجت منه
– ثم تنمو لتصبح أسماك سلمون صغيرة تسمى البرة.
– بعد سنتين إلى أربع سنوات تصبح أسماك سلمون شابة وتسبح تاركة النهر ومتجهة إلى البحر.
التكاثر في أسماك التترة
– تقفز أسماك الفترة فوق المياه لتضع بيضها على أوراق الأشجار المتدلية من السطح، وفوق سطح الماء.
– يكون هذا البيض بمأمن من هجوم الأسماك الأخرى.
– للمحافظة على البيض من الجفاف يكون على الذكر بعد ذلك أن ينثر قطرات الماء عليه باستمرار حتى يفقس وتخرج الصغار إلى الماء.
– كما تقوم التترة بنثر قطرات الماء على بيضها للحفاظ عليه رطباً.
– المراجع
- كتاب من عجائب الخلق في عالم الأسماك – المؤلف/ محمد اسماعيل جاويش – الدار الذهبية – مصر – 2005
- كتاب عالم الحيوان حقائق وغرائب وطرائف – تأليف/ محمد محمد كذلك – 2017 – مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع – مصر .
- كتاب المملكة الحيوانية والبيئة – الأسماك – السمك الملائكي واسماك القرش ذات الأفواه الضخمة وأنواع أخرى كثيرة. – تأليف/ ستيف باركر – ترجمة دار الفاروق للاستثمارات الثقافية – الطبعة الأولى 2011 – مصر .
- كتاب تكنولوجيا الأسماك – المؤلف/ إبراهيم محمد حسن – الطبعة الأولى 2001 – مكتبة المعارف الحديثة – مصر