– في هذا الموضوع ستتعرفون على بعض الخصائص الطريفة التي خلقها الله في السنجاب، فأصدقاؤكم سيدهشون لما تعرفونه عن هذا الحيوان الصغير الطريف.
القفز بين الأشجار
– يعيش السنجاب عموماً في غابات أوروبا، ويبلغ طوله 25 سم أي ما يساوى مقدار طول يديك الاثنتين مجتمعتين، وطول جسمه الخلفي تقريباً يعادل حجمه، وله ذيل كثيف الشعر.
– وبما أنّ الله تعالى لا يخلق شيئا إلا لغاية وسبب، فقد خلق للسنجاب هذا الذيل حتى يسهل على السنجـاب القفز من شجرة إلى أخرى دون أن يفقد توازنه.
– يستطيع السنجاب بفضل أضافره الحادة تسلق الأشجار كما يمكنه الرّكض فوق أغصان الشجر ورأسه مدلّى إلى الأسفل.
– إن السنجاب الرّمادي بشكل خاص له القدرة على القفز بين الأغصان التي تفصل بينها مسافة 4 أمتار. وعندما يقفز يقوم بفتح أرجله ويتحرّك في الهواء مثل الطائرة الشراعية.
– وفي الأثناء يلعب ذيله دور المحافظ على توازنه في الهواء، وبه يغير اتجاهاته مثل دفة السفينة، حتى إنّه يستطيع القفز من ارتفاع 9 أمتار وينزل على الأرض بسهولة.
فلنفكر مجدداً في العمل الذي يقوم به السنجـاب الصغير … أصبحتم تعلمون الآن أن السنجاب يمكنه القفز من شجرة إلى أخرى دون أن يسقط أو يتدحرج رغم أنه يستهدف الأغصان اللينة كأنه (بهلوان سيرك).
– حسناً، لكن كيف يستطيع أن يفعل ذلك؟ هكذا يفعل كل ذلك بفضل استعمال أرجله الخلفية، وعيونه الحادة التي يضبط بها المسافات ومخالبه القوية وذيله الذي يحافظ به على توازنه.
– لكن، هل تساءلتم يا ترى من علم السنجاب استعمال هذه الأعضاء؟ كيف تعلم السنجـاب العيش بهذا الشكل؟ كيف ممكن للسنجاب ضبط المسافات بين الأشجار كلما قفز من شجرة إلى أخرى؟ ثمّ كيف يقفز السنجاب بهذه السرعة من شجرة إلى أخرى دون أن يسقط ودون أن يصاب بأذى؟
– ربنا الله هو الذي خلق هذا الحيوان الطريف بكل هذه الصفات دون عيب أو نقصان.
– إن للسنجاب كل المهارات والخصائص الجسدية التي تمكنه من تسلق الأشجار العالية ليأكل الجوز والبندق وأبو فروة والصنوبر التي تتميز بقشرتها اليابسة.
– لقد خلق الله السنجـاب كبقية الحيوانات الأخرى التي في الطبيعة ووهبه قدرات يستطيع بها تأمين رزقه بسهولة.
صعوبة إيجاد الطعام في فصل الشتاء
– يصعب على السنجـاب إيجاد الأكل في فصل الشتاء لذلك يقوم بخزن طعامه في فصل الصيف.
– وبذلك يعتبر السنجاب من الكائنات الحية التي تجمع أكلها مسبقاً، لكنه ينتبه جداً أثناء خزنه لطعامه إذ أنّه لا يخزن اللحم ولا الغلال لأنها مأكولات قصيرة الصلاحية وتفسد في فترة زمنية قليلة، وبذلك يمكن أن يبقى جائعاً.
– لذلك لا يخزن السنجاب في الشتاء إلا الجوز والبندق وما شابهها من المكسرات الجافة.
– الله وحده هو الذي علم السنجاب منذ ولادته العيش بهذا الشكل.
– وهنا أيضا نكتشف صفة أخرى من صفات الله عزّ وجل: (الرزاق)، بمعنى أنه يؤمن الطعام لجميع المخلوقات الحية.
– استعداداً لموسم البرد يخزن السنجـاب الفستق في أماكن مختلفة يعثر عليها فيما بعد بتعقب رائحتها الطيبة، فهو يستطيع شم رائحة الفستق حتى على عمق 30 سم تحت الثلج.
– يضع السنجـاب الطعام في سرته ويحمله إلى مخبئه، فهو يخبئ الطعام في أماكن مختلفة ينساها فيما بعد وهذا فيه حكمة إلهية تتمثل في أن السنجـاب عندما ينسى مكان الفستق ينبت مرة أخرى ويتحوّل إلى أشجار.
أسنان السنجاب
– أسنان السنجاب التي تتكسر تخرج مكانها أسنان أخرى.
– للسنجاب أسنان تختلف اختلافاً كاملاً عن الأسنان الموجودة لدى الإنسان فهي حادة وصلبة.
– وتتمركز في الطرف الأمامي من الفم وتتكون من مادة صلبة وحادة. ويلفها غشاء طويل وفارغ يسمى (غشاء الأسنان).
– فإذا أردنا نحن كسر حبة الجوز فإننا نستعمل حجراً أو آلة حديديّة خاصة، أما هذا الحيوان الصغير فهو يقوم بهذا العمل بسهولة بفضل أسنانه القاطعة.
– هل فكرتم يوما كيف يستطيع السنجـاب المحافظة على قوة أسنانه؟ وكيف يأكل البندق والجوز عندما تتكسر أسنانه. إنها الحكمة الإلهيّة تجعل للأسنان مميزات خاصة جداً تساعدها على القيام بوظيفتها. انظروا الآن ستبهتون لأن الأسنان التي تنكسر تخرج مكانها أسنان أخرى على الفور.
– فلقد وهب الله السنجاب هذه النعم، ووهب مثلها أيضاً لجميع الكائنات الحية التي تمضغ الطعام.
لغة التخاطب عند السنجاب
– للسنجاب وسائله الخاصة للتواصل مع بني جنسه مثله مثل جميع الكائنات الحية الأخرى.
– ومثال ذلك: السنجاب الأحمر، فهو عندما يتعرض للخطر يحرك ذيله ويصدر أصواتاً خاصة كأنه ينبه بقية السناجب للهرب ثم يتسلق الأشجار بسرعة بفضل ذيله الذي يساعده على الحفاظ على توازنه فذيل السنجـاب يشبه دفة السفينة التي يستعملها البحار ليوجه سفينة.
– والشوارب أيضاً عنصر هام في الحفاظ على توازن السنجـاب، فبواسطتها يستطيع السنجاب تحسس الأجسام أثناء تنقله في الظلام.
السنجاب الطائر
– أيها الأطفال، هل تعلمون أن السنجاب يطير؟ تعيش في غابات أستراليا جميع أنواع (السناجب الطائرة)، ويتراوح طولها بين (45) و (90) سم.
– في الحقيقة إن ما يفعله ليس الطيران بمعنى الكلمة إنما هو يستطيع القفز من شجرة إلى أخرى مثل الطائرة الشراعية، فهذه الكائنات ليست لها أجنحة لكن لها أغشية.
– من السناجب الطائرة ما يسمى (سناجب السكر الطائرة)، فهي تمتلك غشاء، وتمتد أرجلها الأمامية إلى الأرجل الخلفية، ولها شعر طويل وبعض هذه الأنواع لها فرو كأنه غشاء جلدي، وهذا الغشاء ممتد من الأقدام الأمامية إلى ظهرها.
– كما يستطيع السنجاب الطائر القفز من مساحة (30) م كأنه طائرة شراعية مصنوعة من الجلد، حتى إن بعضها يستطيع قطع مسافة (350) م حاملة (6) قشرات معها.
كيف يواجه السنجاب البرد؟
– تواجه الحيوانات الصغيرة عادة خطر انخفاض الحرارة، وهي مهددة بالتجمد أيضاً، ويزيد هذا الخطر خاصة أثناء ساعات النوم.
– لكن الله منحها نظاماً خاصاً يحميها من الأخطار المحيطة بها.
-عندما ينام السنجـاب يتقوقع حول نفسه ويلف جسمه بذيله ليتدفأ من البرد.
– وبذلك يقوم ذيله بالدور الذي يقوم به المعطف الذي نرتديه في فصل الشتاء.
-هكذا، يواجه السنجـاب، البرد، وبفضل ذيله ينجو من خطر التجمد عند النوم.
– لقد وهب الله هذه الكائنات الضعيفة جميع الخصائص اللازمة وعلمها طريقة استعمالها، وهذه الكائنات تتحرك بإلهام من الله تعالى وتدير حياتهما بكل سهولة.
المراجع: كتاب رحلة في عالم الحيوان – للمؤلف هارون يحيي – ترجمة/ محمد رضا بن خليفة – مراجعة/ مصطفى الستيتي – دار وحي القلم للطباعة والنشر والتوزيع – 2013